في خطوة تهدف إلى تحفيز الاستثمار وتعزيز الاقتصاد السوري، أعلنت المملكة العربية السعودية عن تسهيلات جديدة لإصدار تصاريح السفر لرجال الأعمال والمستثمرين السعوديين الراغبين في استكشاف الفرص الاستثمارية في سوريا.
أعلنت السفارة السعودية في دمشق عن بدء إصدار تراخيص السفر للمستثمرين ورجال الأعمال السعوديين والسوريين، بهدف تسهيل تبادل الزيارات واستكشاف الفرص الاستثمارية بين المملكة العربية السعودية وسوريا.
تفاصيل تسهيل الحصول على تصريح سفر بين السعودية وسوريا
ذكرت السفارة السعودية في دمشق عبر منشور لها على منصة (X) أن بإمكان المستثمرين السوريين التقدم للحصول على تصريح سفر مباشرة من مبنى السفارة السعودية في دمشق، بينما يمكن للمستثمرين السعوديين تقديم الطلب الحصول علي تصريح سفر من خلال هذا الرابط.
ويأتي هذا القرار في وقت تشهد فيه سوريا تحركات حكومية لتعزيز الاستثمار وإعادة تنشيط الاقتصاد والذي شجع حكومة المملكة بدورها على اصدار تعليمات لتسهيل الحصول على تصريح سفر للمستثمرين من الجانبين.
العوامل التاريخية لإصدار قرار تسهيل الحصول على تصريح سفر
من جانبه، أوضح معالي وزير التجارة السعودي، الأستاذ خالد الفالح، أن سوريا والسعودية لطالما شكّلتا محورين حيويين في منظومة التجارة العالمية، عبر مسارات تاريخية مثل طريق الحرير وطريق البخور والبهارات، الممتدة من الشرق إلى الغرب. وأضاف أن العلاقات الاقتصادية والاجتماعية بين البلدين متجذرة عبر العصور، حيث كانت دمشق مركزًا تجاريًا مفضلاً للعديد من الأسر السعودية التي امتهنت التجارة عبر الأجيال.
أقرأ المزيك عن كيفية الحصول على تصريح عمل فى الإمارات، وما هى الشروط والمتطلبات اللازمة.
المنتدى الاستثماري السعودي السوري
وقد اقيم في المملكة مؤخرا المنتدي الاستثماري السوري- السعودي ( saudi – syria invest forum ) والذي شهد حضور العديد من الشركات الدولية في البلدين والتي ترغب في نقل استثماراتها إلى سوريا في مجالات حيوية تشمل الطاقة، والصناعة، والبنية التحتية، والعقارات، والخدمات المالية، والصحة، والزراعة، والاتصالات وتقنية المعلومات، والمقاولات، والتعليم، وغيرها.
وتم توقيع 47 اتفاقية ومذكرة تفاهم بقيمة إجمالية تقارب 24 مليار ريال، وعليه فقد أصدرت وزارة الخارجية السعودية تسهيلات للحصول على تصريح سفر للمستثمرين من الجانبين.
اتفاقية تطوير البنية التحتية في سوريا
من جهة أخرى تم توقيع عدد من الاتفاقيات في قطاعي البنية التحتية والتطوير العقاري، بقيمة إجمالية تتجاوز 11 مليار ريال سعودي . وتشمل هذه الاتفاقيات إنشاء 3 مصانع جديدة للأسمنت في سوريا بتمويل سعودي، في خطوة تهدف إلى تعزيز الاكتفاء الذاتي وتوفير المواد الأساسية لقطاع البناء.ومن أجل تشجيع المستثمرين السعوديين على فتح مصانع أخرى لدعم البنية التحتية في سوريا فقد تم إصدار تعليمات اصدار فيزا المستثمرين بين سوريا والسعودية.
اتفاقية للتعاون في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بين السعودية وسوريا
كما تم بدء تعاون استراتيجي في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات، يجمع بين وزارة الاتصالات السورية وعدد من الشركات السعودية الكبرى مثل “إس تي سي” و”علم”، وذلك بهدف تطوير البنية التحتية الرقمية، ودعم منظومات الأمن السيبراني، وبناء أنظمة متقدمة في مجالات الذكاء الاصطناعي والبرمجيات، إلى جانب إنشاء أكاديميات تعليمية متخصصة في هذه المجالات في سوريا. وتُقدّر القيمة الإجمالية لهذه الاتفاقيات بنحو 4 مليارات ريال سعودي (ما يعادل 1.06 مليار دولار) ويعد قرار تسهيل إصدار تصريح سفر هو اللبنة الأولى لهذا التعاون.
اتفاقية للتعاون في الزراعة بين السعودية وسوريا
يعد القطاع الزراعي في سوريا واعداً في مجالات الزراعة الحديثة، وإنتاج الحبوب، والمنتجات العضوية، وسلاسل الإمداد الغذائي، وتتطلع السعودية من خلال ذلك المنتدى الي الاستفادة من إمكانات ذلك القطاع الواعد.
اتفاقية للتعاون في القطاع المالي بين السعودية وسوريا
وقد تم في المنتدى ايضاً توقيع توقيع مذكرة تفاهم في القطاع المالي بين مجموعة تداول السعودية، وسوق دمشق للأوراق المالية؛ تهدف إلى تعزيز التعاون المشترك في مجالاتٍ التقنيات المالية، والإدراج المزدوج، وتبادل البيانات، وإطلاق صناديق استثمارية وتحويلية سيكون لها أثر تحفيزي للاستثمار في سوريا وكل ذلك يبدأ قطعا عن طريق تسهيل السفر بين البلدين بواسطة تسهيل إصدار تصريح سفر.
سوريا تعتمد قانون لحماية الاستثمارات السعودية
قرَّرت سوريا اعتماد اتفاقية سعودية خاصة بحماية المستثمرين، لتُشكِّل الأرضية الأساسية لكل الاستثمارات المتدفقة إلى البلاد، ما يؤكد مضي البلاد نحو التطور في هذا الإطار بخبرات المملكة التي حققت نقلات نوعية كبرى في عدد من المجالات خلال السنوات الأخيرة.
الخلاصة
بعد إعلان السفارة السعودية في دمشق عن تسهيلات جديدة لإصدار تصاريح السفر للمستثمرين السعوديين والسوريين، بهدف تعزيز العلاقات الاقتصادية وتنشيط الاستثمارات بين البلدين. يمكن للسوريين التقديم مباشرة من السفارة، بينما السعوديون يمكنهم التقديم إلكترونيًا. جاء ذلك بالتزامن مع المنتدى الاستثماري السعودي السوري الذي شهد توقيع اتفاقيات بقيمة تتجاوز 24 مليار ريال في قطاعات الطاقة والصناعة والبنية التحتية. هذه الخطوة تمهّد لشراكة استراتيجية طويلة الأمد بين السعودية وسوريا
